وقت كان يصف فيه رسالته بأنها جاءت رحمة لكل العالمين لقوله تعالى: ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾ (1) ولا يمكن التخلص من ذلك إلا من خلال الركون إلى حقيقة أن البديل لا بد وأن يمثل الامتداد الكامل لدور الرسول (ص) مما يجعل مسألة وجوب أن يكون هناك شريك لرسول الله (ص) في الرسوخ بهذا العلم أمرا لا مندوحة عنه!!.
وبلحاظ أن هذا العلم هو كمال كله، فلا يفترض أن العقل البشري (2) بقادر على الإحاطة بهن بل يلزمه عقل يستطيع أن ينوء بجميعه أو بما هو أكثر منه، وافتراض أن يكون العقل دون ذلك يفضي إلى أن إبلاغ الحجة الإلهية سيكون ناقصا لنقص علم المبلغ بها، وهذا ما يتنافى مع مبدأ (الحجة البالغة)، فكيف والحال أن مرمى هذا العلم أن يتوصل به الإنسان إلى عبادة اليقين