أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى بل لله الأمر جميعا). (1) أو في قوله تعالى اسمه: (لو أنزلنا هذا القراءات على جبل لرايته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثل نضربها للناس لعلهم يتفكرون). (2) إن مقتضى الاطلاق في مفردة الراسخين في العلم تستدعي أن يكون هذا العلم علما شموليا في كتاب وصف بأن فيه تبيان كل شئ (3)، ومثل هذا العلم لا يتصور الكسب فيهن وإنما يحتاج إلى القابلية التي تجعل حامله ذا قدرة على حمله، ومثل هذه القابلية لها اتجاهان، فمرة قابلية جهة العلم الأصلية على العطاء، وبكلمة أخرى هل أن الله يمنح هذا العلم أو لا؟ وما من شك هنا في أن الله الذي وصف نفسه بصاحب الرحمة التي وسعت كل شئ له قابلية المنح يبقى السؤال عن وجود القابل الإنساني لتحمل مثل هذا العلم الذي يترفع على أهواء النفس وأمراضه من جهة، ويستعصي على
(١٢٠)