الهدى من أحبهم ذاق طعم الإيمان قال أبو عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنه لا يجد عبد حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما لآخرنا لأولنا) (1).
ولا يكفي الحب المجرد بل لا بد من الاتباع وتحمل تبعات هذا الحب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (إنا لا نعد الرجل مؤمنا حتى يكون بجميع أمرنا متبعا مريدا) (2). وعن الإمام الباقر (عليه السلام): (لا يبلغ أحدكم حقيقة الإيمان حتى يكون فيه ثلاث خصال: حتى يكون الموت أحب إليه من الحياة، والفقر أحب إليه من الغنى، والمرض أحب إليه من الصحة.
قلنا: ومن يكون كذا؟! قال: كلكم! ثم قال: أيما أحب إلى أحدكم يموت في حبنا أو يعيش في بغضنا؟ فقلت: نموت والله في حبكم؟ قال: وكذلك الفقر...) قلت: إي والله (3).
فالمقياس النبوي الدقيق لمعرفة حقيقة الإيمان إذن هو حب أهل البيت (عليهم السلام) والتزام طاعتهم، والتبري من أعدائهم، وقد عرفنا من خلال بعض ما مر أنه المقياس السليم الذي يتم به الكشف عن حقيقة الإيمان الكامل.
ويمكن تصوير الإيمان والكفر - بدليل ما تقدم - بميزان ذي كفتين: كفة بيضاء نقية تشتمل على حب أهل البيت (عليهم السلام)، وهي كفة الإيمان الصادق، وأخرى سوداء مظلمة من بغضهم (عليهم السلام)، وهي ليس إلا الكفر والنفاق والمروق من الدين.