وقوله: * (من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر) * (البقرة - 232) إلى غير ذلك من الآيات الواردة حول الإيمان بيوم الجزاء. وأما الإيمان بالضروريات، فسيوافيك البحث فيه في الفصل القادم.
إن الاعتراف بهذه الأمور قد أخذ في موضوع تحقق الإسلام بمعنى أن إنكارها أو الجهل بها يقتضي الحكم بكفر جاهلها أو منكرها وإن كان ربما لا يستحق العقاب لكونه جاهلا أو قاصرا ومع ذلك يعد كافرا ويترتب عليه أحكامه.
وحصيلة الكلام: أن الإيمان يتمثل بالتصديق بهذه الأمور، جميعا، وإنكار واحد منها عنادا أو شبهة يخرج عن حظيرة الإسلام ويقع في عداد الكافرين.
وكان الإقرار بالشهادتين في عصر الرسالة متضمنا لهذه الشهادات الست، لأجل قرائن حالية موجودة حولهما، وبذلك يظهر سر لفيف من الروايات الدالة على كفاية الشهادتين في الدخول في حظيرة الإيمان والتي هي على صنفين:
1 - ما يدل على كفاية الإقرار بالشهادتين والتصديق بالتوحيد والرسالة.
2 - ما يضيف إليهما إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان.
وإليك الصنفين:
الصنف الأول، وهو ما اقتصر بإظهار الشهادتين:
1 - روى البخاري عن عمر بن الخطاب أن عليا صرخ: " يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس "؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلم): " قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله (1) ".
2 - ما رواه الإمام الشافعي عن أبي هريرة أن رسول الله قال: " لا أزال أقاتل