الإيمان والكفر - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ٤١
اشتهر كونه من الدين بحيث يعلمه من غير افتقار إلى نظر واستدلال، كوحدة الصانع ووجوب الصلاة وحرمة الخمر ونحو ذلك، ويكفي الإجمال فيما يلاحظ إجمالا. ويشترط التفصيل فيما يلاحظ تفصيلا حتى لو لم يصدق بوجوب الصلاة وبحرمة الخمر عند السؤال عنهما كان كافرا، وهذا هو المشهور وعليه الجمهور (1).
وعلى ضوء ذلك نقول: إن الإيمان يتمثل بالاعتقاد بأمور ويكفي في انتفائه، انتفاء الإيمان بواحد منها شأن كل أمر مركب يوجد بوجود جميع الأجزاء، وينتفي بانتفاء جزء منها.
ما يجب الإيمان به تفصيلا:
أما الذي يجب الإيمان به تفصيلا فهو عبارة عن الأمور التالية:
1 - وجوده سبحانه - جلت عظمته وتقدست ذاته - وتوحيده وأنه واحد لا ند له ولا مثل، وقد تمثل هذا النوع من التوحيد في سورة الإخلاص، قال سبحانه: * (قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد) *.
2 - أنه متفرد في الخالقية ولا خالق للعالم وما فيه إلا الله سبحانه، وقد أكد القرآن على ذلك أشد تأكيد، قال سبحانه:
* (قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار) * (الرعد - 16).
* (الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل) * (الزمر - 62).
* (ذلكم الله ربكم خالق كل شئ لا إله إلا هو) * (المؤمن - 62).

1. التفتازاني: شرح المقاصد: 5 / 127.
(٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 ... » »»