وقال الأستاذ عبده بعد نقل نظير هذه التأويلات: ولو أن نفسا مالت إلى قبول هذا التأويل لم تجد في الدين ما يمنعها من ذلك، والعمدة على اطمئنان القلب وركون النفس على ما أبصرت من الحق (1).
ولا يخفى أن هذا التأويل لو صح في بعض الأحاديث لما يصح في الملائكة الواردة في قصة آدم وغيرها وما هذا التأويل إلا للخضوع للمنهج الخاص الذي اختاره الأستاذ في تفسير القرآن.
ولنكتف بهذه النماذج من التفسير بالعقل غير المرضي، والمراد بالعقل ما يقابل التفسير بالنقل سواء اعتمد على المدارس الكلامية، أو تأويلات الباطنية أو الصوفية أو على الأصول العلمية الحديثة أو غير ذلك.
إن التفسير بالعقل وإن صح ببعض صوره لكنه غير واف في إيقاف الإنسان على حقائق الكتاب العزيز ولا غنى لمن يستند بالعقل عن الاستناد إلى النقل أيضا.
كلمة في التفسير بالرأي:
التفسير بالرأي الذي يدخل تحته أكثر ما تقدم من التفسير بالعقل، هو الذي أجمع الفريقان على منعه تبعا للأثر المتضافر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال:
" اتقوا الحديث إلا ما علمتم، فمن كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار (2) ".
وعلى ضوء هذا الحديث الذي رواه الفريقان، يجب على المفسر أن يتجرد من الآراء المسبقة، ويوطن نفسه على قبول ما تفيده الآية وتدل عليه