مظاهر لكلامه سبحانه وهو يعم غيرهم ممن يأتون في الأجيال فقوله سبحانه: * (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون * ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون) * (1) وإن كان واردا في قوم خاص، لكنها قاعدة كلية مضروبة على الأمم جمعاء.
2 - المراد من بطن القرآن هو الاهتداء إلى المصاديق الخفية التي يحتاج الوصول إليها إلى التدبر، أو تنصيص من الإمام، ولأجل ذلك نرى أن عليا - عليه السلام - يقول في تفسير قوله سبحانه: * (وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون) * (2): " إنه ما قوتل أهلها منذ نزلت حتى اليوم " وفي رواية قال علي - عليه السلام -: " عذرني الله من طلحة والزبير بايعاني طائعين، غير مكرهين، ثم نكثا بيعتي من غير حدث أحدثته " ثم تلا هذه الآية (3).
3 - وهناك احتمال ثالث للبطن وهو حمل الآية على مراتب مفهومها وسعة معناها واختلاف الناس في الاستفادة منها حسب استعداداتهم وقابلياتهم لاحظ قوله سبحانه: * (أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبد مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال) * (4).