الإيمان والكفر - الشيخ جعفر السبحاني - الصفحة ١٩٩
إذا افترضنا صحة تلك الضابطة في فهم الشريعة والعمل بالقرآن، إذا تصبح الشريعة غرضا للأهواء المختلفة، لأن كل ذي هوى يدعي أن الحق معه.
وأن المراد ما اختاره من التأويل على الرغم من اختلاف تأويلاتهم.
أنظر إلى ما يقولون حول المفاهيم الإسلامية وإنهم كيف يتلاعبون بها فالوضوء عبارة عن موالاة الإمام، والتيمم هو الأخذ من المأذون عند غيبة الإمام الذي هو الحجة، والصلاة عبارة عن الناطق الذي هو الرسول بدليل قوله تعالى في الآية 45 من سورة العنكبوت: * (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) * والغسل تجديد العهد ممن أفشى سرا من أسرارهم من غير قصد، وإفشاء السر عندهم على هذا النحو هو معنى الاحتلام، والزكاة هي تزكية النفس بمعرفة ما هم عليه من الدين، والكعبة النبي، والباب على، والصفا هو النبي، والمروة على، والميقات الايناس، والتلبية إجابة الدعوة، والطواف بالبيت سبعا موالاة الأئمة السبعة، والجنة راحة الأبدان من التكاليف، والنار مشقتها بمزاولة التكاليف (1).
فإذا كان ما ذكروه حقيقة الدين والتكاليف فلم يبق بين الديانة والإلحاد حد فاصل. هذه نماذج من تأويلات الباطنية اقتصرنا على هذا المقدار.
4 - التفسير حسب تأويلات المتصوفة:
ومن القسم الثاني ما جاء به ابن العربي شيخ الصوفية في عصره فقد قام بتأويل المفاهيم القرآنية على وجه لا دليل عليه فيقول: إن جبرائيل هو العقل العقال، وميكائيل هو روح الفلك السادس، وإسرافيل هو روح الفلك الرابع، وعزرائيل هو روح الفلك السابع. (2)

١. المواقف: ٨ / ٣٩٠.
٢. تفسير ابن عربي: ١ / 150.
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»