الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٣٣٧
دلالات النص، وهي للنبي (صلى الله عليه وآله) من قوله (لتبين) ولأهل الذكر من قوله * (فاسألوا أهل الذكر..) * ويجعل النبي (صلى الله عليه وآله) من أهل الذكر وسيدهم لما له من هذه الوظيفة ولما له من العلم الرباني بالذكر، ويجعل أهل الذكر جهة في حقبة القرآن إذ أن الخطاب مع الناس في هذه الحقبة، فهذه الجهة عليها التبيان بما لديها من هذا العلم كذلك، بل لعله يوحي بأن الناس الذين يبين لهم النبي (صلى الله عليه وآله) هم أهل الذكر بالخاصة كما ورد عن المعصومين (عليهم السلام) الذين استودع تعالى لديهم هذا العلم الرباني وعصمهم في أقل تقدير عن الكذب والسهو والنسيان، ليكونوا مرجعيته بعد سيدهم (صلى الله عليه وآله)، لأن هذا العلم رباني كما يفيد نص الراسخين في العلم من قوله تعالى * (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم..) * والذي سيأتي بيانه، لذلك لا يعلم هذا العلم على سبيل الإحاطة إلا من الله، ولا يمكن الإحاطة به بوسائل الاستقراء بسبب نسبية نتائجه، ولا بالرواية لما يعتريها من نقص أو تحريف عن كذب أو نسيان أو سهو، فالنبي (صلى الله عليه وآله) وإن كان يبين لكافة الناس، لكن بيانه على نحو ينتج علم إحاطة يستمر بعده لتحقيق غايته في الهداية، مثل هذا البيان يكون لمثل هؤلاء الناس الذين هيأهم الله لهذا العلم، والذين نعتهم بأهل الذكر لتكون لهم المرجعية بعده. ولعل المقصود من البيان هنا هو هذا النمط من البيان، لأنه لو لم يكن على نحو يفيد الإحاطة والاستمرارية بعده (صلى الله عليه وآله)، لا يحقق غايته ولا يكون بيانا.
(٣٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 ... » »»