الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٣٣٤
فيها يا بن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لو أن موسى حيا ما وسعه إلا أن يتبعني، وفي رواية فغضب وقال: لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ فيخبرونكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به).
ونقل في ذات الصفحة عن البخاري عن أبي هريرة (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون).
وكذلك نقل رواية البخاري من حديث الزهري عن ابن عباس أنه قال (كيف تسألون أهل الكتاب عن شئ، وكتابكم الذي أنزل على رسول الله أحدث الكتب تقرأونه محضا لم يشب، وقد حدثكم أن أهل الكتاب بدلوا كتاب الله وغيروه، وكتبوا بأيديهم الكتاب وقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا، ألا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مسألتهم، لا والله ما رأينا منهم رجلا يسألكم عن الذي أنزل إليكم) ولعل هذه الرواية تنفي ادعاء البعض أن ابن عباس قد وقع في مثل ما وقع به الذين ذكرناهم من الخطأ في الأخذ عن كعب وغيره.
وذكر كذلك في ص 125 من ذلك الكتاب (روى ابن جرير عن عبد الله بن مسعود أنه قال: لا تسألوا أهل الكتاب عن شئ فإنهم لن يهدوكم وقد ضلوا، إما أن تكذبوا بحق أو تصدقوا بباطل)، بلى، قول ابن مسعود يطابق الواقع لقد ضل اليهود والنصارى فكيف يهدون سواهم، ألم يضل اليهود في جبرية الإيمان كما نوهنا سابقا، أما بشرية الأنبياء فإنهم يشترطون فيها النسب الإسرائيلي لإسحاق (ع) وكما ذكر القرآن الكريم
(٣٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 ... » »»