الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٣٣١
وكفى به إثما مبينا، ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا) * {سورة آل عمران 50 و 51} فهل بعد كل هذا من ضمانة في أن لا يلبسوا الحق بالباطل ولا يكتموا الحق، أو يدعوا بأشياء أنها من عند الله وهي من عندهم * (... ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله) *، أفكانوا يؤمنون على تعليم من لا يعلم حيث أحيل عليهم الذين لا يعلمون * (... إن كنتم لا تعلمون...) *. وما الذي يضمن إن هم أقروا ببشرية الرسل، لأنه لا مناص من ذلك، أن لا يضيفوا من عندهم مواصفات ومعايير كاذبة في الرسول البشر تخرج إقرارهم بالشرية عن جدواه لدى هؤلاء الجاهلين بالرسالات، ولقد حصل منهم مثل هذا بقولهم * (الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار، قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين) * {آل عمران - 183}، بل كيف يحيل السؤال عليهم في جبرية الإيمان وقد ضلوا هم فيه واختلفوا به * (وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا، قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يرجعون، فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون) * {سورة الأعراف - 164 و 165}. أم كيف يحيل عليهم السؤال في حتمية بشرية الرسل ولا بديته وقد اشتبه الأمر عليهم في شأن عزير (ع) وعيسى (ع)؟.
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»