ضوابط علم الحديث ومقاييسه، فضلا عن الروايات المتواترة شيعيا بهذا المعنى، ولمن أراد المزيد من الناحية الروائية لهذا الموضوع فعليه مراجعة الكتاب القيم (من عنده علم الكتاب) لفضيلة الشيخ جلال الدين الصغير، حيث قد أوفاها حقها.
ونموذج هذه الروايات عن عبد الله بن سلام أن ابنه طاف في المدينة ينادي (ليس كما تذهبون إن من عنده علم الكتاب هو أبي عبد الله بن سلام وأباهل على ذلك).
هذا الكلام يدل أولا على أن الادعاء ليس رواية عن النبي (صلى الله عليه وآله) مما يجعله ادعاء شخصيا ليس إلا، ثانيا على أن الذي كان سائدا في المدينة حينئذ أن من عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بدليل قوله (ليس كما تذهبون)، ثالثا قد يقال إن هذا يدل على أن الرجل ينفذ أمرا مطلوبا منه بهذا الادعاء لمعارضة السائد لدى الناس، فلم نر في تاريخ الأمم أن صاحب علم يطوف في شوارع مدينة وينادي بعلم يريد أن يعلمه للناس، أو عالما بسنة أو قرآن ينادي في الأزقة لينقل للناس حديثا سمعه أو تفسيرا علمه، ولئن دل هذا الفعل على شئ فإنما يدل على دعاية يراد إذاعتها بما ينسجم مع السياسة الأموية في محاربة أي فضيلة متبقية لدى عامة الناس لأمير المؤمنين عليه السلام وآل محمد (صلى الله عليه وآله) بعد أن جعلوا مسبتهم للمسلمين سنة (1).