الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٢٣٩
غيرهم من المسلمين، وهذا يقودنا إلى الصواب المقصود بغض النظر عن النصوص الأخرى، فهل أحد من المسلمين يجترئ على أن يدعي أنه أعلم بكتاب الله من علي بن أبي طالب (ع)؟ والله لا يدعيها إلا كاذب أفاك، فهل يكون إذن أولى منه بهذا المقام؟ ومن جهة ثانية، إن كان يحلو للبعض معارضة آل محمد (صلى الله عليه وآله) بعد أن اجترأ فسقه الأمة ومنافقوها عليهم وعلى سبهم وسفك دمائهم وهتك حرمهم، فإننا وإياه نعود إلى ما أنفقنا على صحة صدوره من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لنرى أنهم هم أعلم الأمة، وحديث الثقلين الذي أوردناه نموذج في هذا فلا ضرورة لمزيد في هذا الإطار.
هذا النصوص النبوية الصحيحة والتي بعضها متواتر، تفيد القطع بأعلمية أخي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبأن عنده كامل علم الكتاب كما كان عند النبي (صلى الله عليه وآله)، مما يجعله يحقق فروض النص الذي نحن بصدده، ويجعله بما لا يقبل الشك * (من عنده علم الكتاب) * أو ممن عنده. ومن جهة ثانية تلك النصوص تفيد أعلمية آل محمد (صلى الله عليه وآله) وتجعلهم بعد النبي عليهما السلام هم أولى الناس بهذه الصفة، فإن كان من أحد عنده علم الكتاب حقيقة كما يدل النص، فلا أحد يكونه بعد النبي (صلى الله عليه وآله) سوى علي والآل الأطهار عليهم السلام.
على أن ما يؤكد كل هذا نص الاجتباء للشاهدية الذي يختص بها أبناء إبراهيم من إسماعيل عليهم السلام، * (هو اجتباكم وما جعل عليكم
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»