الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ٢٤٦
باقي المسلمين قد خالطتهم الذنوب في الإسلام، والشرك أو الكفر في الجاهلية.
ثالثا: أنهم هم آل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)، لأن تعالى يقول:
تعالوا ندع أبناءنا، نساءنا، أنفسنا، ولم يقل من أبناءنا، من نسائنا... إلخ، التي تفيد البعض، فالكلام حصري للأبناء والنساء والأنفس، لا سيما أن الآية بدأت بقوله * (فإن حاجوك..) * فالخطاب للنبي نفسه، والأبناء والنساء والأنفس خاص به كذلك، فلما حضر ومعه أخوه علي (ع) وبضعته الزهراء (ع) وسبطاه الحسنان عليهما السلام دل على أن آل محمد (صلى الله عليه وآله) هم هؤلاء الخمسة أصحاب الكساء النبي (ص).
رابعا: أنهم مع سيدهم رسول الله (ص)، هم أصحاب اليقين المطلق بحقائق الرسالة، وعلى إدراك تام لهذه الحقائق، ولولا هذا اليقين والإدراك، لما كان الله ورسوله ليجبراهم على المباهلة فيكون جورا، وحاشا لله ورسوله من ذلك.
وما كانت دلالة آية المباهلة تحتاج كثيرا من الجهد لإظهار مضمونها، لولا تعنت البعض ممن يغص في كل منقبة من مناقب آل محمد (صلى الله عليه وآله) ويشرق بها في مجرى النفس حتى يقارب الموت، فلقد عن لابن تيمية أن إحضار النبي (صلى الله عليه وآله) أقرب الناس إليه لا دلالة له إلا على أنه يريد إظهار يقينه بصدقه (صلى الله عليه وآله).
وللأسف قد سايره في هذا التبسيط الذي فيه الكثير من السذاجة واحد
(٢٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 241 242 243 244 245 246 247 249 251 252 253 ... » »»