الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ١٥٧
ما يكون من ذلك في فريضة الولاية، فلا نتوقع ذكر أسماء الأئمة واحدا واحدا في فريضة الكتاب العزيز ما دام قد بين حدودها التي إذا تنزه المؤمن لم يكن معها التباس.
غير أن القرآن الكريم قد ذهب في فريضة الإمامة أبعد مما ذهب إليه في أمهات الفرائض الأخرى، فحين بين نص أولي الأمر أن الله تعالى قد جعل على الأمة أولياء طاعتهم كطاعته وطاعة رسوله (ص)، فقد أفاد بذلك أن هذه الطاعة عاصمة من الضلال كطاعة رسوله، لذلك جعلها مثلها وشاملة عير مقيدة، ثم بين لنا من هم المعصومون من العباد بنص التطهير ليدلنا على مصداق الفريضة، وبين لنا صفة في الأولياء لم تكن في غيرهم أبدا، هؤلاء الذين ولايتهم كولايته وولاية رسوله وذلك بنص الولاية * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون..) * التي علم أنها نزلت في علي (ع) حين تصدق بخاتمه في الركوع أثناء الصلاة، فعلى الأقل لهذه الجهة قد بين القرآن أول الأئمة التالين لرسوله (صلى الله عليه وآله)، الذي إذ علم أولهم فقد علم آخرهم لدلالة كل إمام على من يليه، وكذلك قد بين نسبهم في أنهم أبناء إبراهيم من ابنه إسماعيل عليه السلام في نص الاجتباء للشاهدية، فهل بعد من مناص لو ضمت هذه كلها إلى ما دأب النبي (صلى الله عليه وآله) على تبيانه مرارا وتكرارا لزاد الأمر تأكيدا ودقة في التحديد أن هؤلاء هم آل محمد (صلى الله عليه وآله).
(١٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 ... » »»