الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ١١٨
والدافع في كل هذه الحالات كان المصلحة المادية البحتة، هذا النمط السلوكي يحكي عن افتقار النضج في الإيمان، إلى درجة لا يتفاعلون معها مع حقيقة موقع النبي (صلى الله عليه وآله) الرباني، على الرغم من كثرة ما سمعوا من آيات الذكر الحكيم التي تؤكد لهم ذلك * (ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم) * ورغم تنديد الله بمثل هذا السلوك * (ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون) * (1) كما ينم هذا الأمر عن شدة تأثير المصلحة المادية الآنية على السلوك.
وهذا كله يشكل خليفة مناسبة تهيئ مثل هؤلاء إلى مخالفة النبي (صلى الله عليه وآله)، إذا كانت القضية المعنية أشد ملامسة لمصالح أكثر حيوية وخطورة.
ثالثا: الميل إلى العمل بالرأي الشخصي ولو مخالفا إلى أوامر النبي (صلى الله عليه وآله) والأمثلة على هذا النمط من السلوك كثيرة جدا، لو دخلنا في استقصائها لخرجنا بالقارئ من سياق موضوعنا الأساسي لذا ننصح القارئ الطالب للحقيقة أن يراجع في ذلك كتاب النص والاجتهاد وهو للعلامة السيد عبد الحسين شرف الدين أسكنه الله فسيح جناته، ومن يراجع تلك الأحداث يجد أن هذا النمط من السلوك

سورة التوبة. آية 58.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»