الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ١١٣
يجادل عن المنافقين، فلم نجد من النبي (صلى الله عليه وآله) بعد هدوء من الطرفين ردا لهذه التهمة عنه على خطورتها وخطورة موقع سعد بن عبادة نفسه، ونجد الراوي كيف التفت إلى هذه الحقيقة وهي أن الذي يجادل عن المنافقين منافق لذا قال: وكان رجلا صالحا قبل ذلك.
ويلفت الانتباه في الكلام عن عبد الله بن أبي قول النبي (صلى الله عليه وآله): دعه لا يتحدث الناس أن محمد يقتل أصحابه، هذا الكلام الذي تكرر مع كل حادثة نفاق. وهو يشير إلى أن قتل هذا المنافق أو غيره في مناسبات أخرى لا تحل الإشكال، فلو أراد قتل المنافقين لقتل كثيرا من أصحابه، لذا لا يريد الناس أن يتحدثوا أنه يقتل أصحابه.
وقضية خالد هذه مع بني جذيمة وإطاعته من قبل من معه من الصحابة ومن بني سليم إلا القليل من القوم، يشير إلى استحكام ثارات الجاهلية من النفوس حتى لو كانت الدماء دماء مشركين، فعم خالد الفاكه كان مشركا وكان مهدور الدم والآخرون من بني سليم كانوا كذلك قد قتلوا من قبل بني جذيمة والطرفان كانوا على الشرك، والإسلام يجب ما قبله ويسقط دماء الجاهلية، ورغم أن القوم ظهر إسلامهم لذا وضعوا سلاحهم فإنهم غدروا بهم وكتفوهم وقتلوهم بلا قتال، مما جعل عبد الرحمن بن عوف يتهم خالدا بأنه قتلهم بعمه الفاكه، فأجابه بل قتلتهم بأبيك.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»