الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ١١٥
فكثيرة هي المناسبات التي لم يتورع فيها أصحابه عن أن يحتملوا في حقه ما يتورع عنه الرجل العادي، كاتهامه في الحيف في سلوكه وانسياقه مع عاطفته الشخصية اتجاه أرحامه، كتلك الحادثة التي أوردها البخاري في صحيحه ج 3 ص 171 أن الزبير خاصم رجلا من الأنصار قد شهد بدرا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في شراج من الحرة كانا يسقيا به كلاهما فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للزبير: اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك، فغضب الأنصاري فقال: يا رسول الله إن كان ابن عمتك؟.
وكاتهامه في الحيف في القسمة، أورد البخاري ج 4 ص 61 في باب ما كان النبي يعطي المؤلفة قلوبهم من كتاب الجهاد والسير، عن عبد الله رضي الله عنه قصة حول قسمة النبي يوم حنين " قال رجل: والله إن هذه القسمة ما عدل بها ولا أريد بها وجه الله ". وأخرج البخاري في باب علامات النبوة في الإسلام من كتاب بدء الخلق ج 4 ص 179 عن أبي سعيد الخدري " بينما نحن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو يقسم قسما إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال، يا رسول الله اعدل.. ".
على أنه يمكن أن يقال أن هؤلاء من المنافقين وهم أفراد لا يؤبه لهم، غير أن جرأتهم هذه على مقام الرسول (صلى الله عليه وآله) تدل أنهم قد أمنوا على أنفسهم، أما لعلمهم أن لهم الحماية من عشائرهم أو لأنهم من تيار قوي، فلا يهابون معه من هذه الجرأة، وفي كلا الاحتمالين نتيجة
(١١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 ... » »»