الإمامة تلك الحقيقة القرآنية - الدكتور زهير بيطار - الصفحة ١٠٧
سطحيا، وخير تعبير عن حالهم قوله تعالى فيهم * (قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم) * (1).
وقوله تعالى * (الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله) * (2).
ولقد وصفهم الله هكذا رغم أنهم كانوا لدى الناس مسلمين ومؤمنين.
سادسا: قبيل وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) بدأت حركات الردة وادعاءات النبوة تظهر في أطراف الجزيرة العربية مهددة الدولة الجديدة.
سابعا: القوى العظمى في العالم حول الجزيرة من روم وفرس يتوجسون الخيفة من الحركة الجديدة.
من هذه الحقائق يظهر أن المجتمع الذي تلقى الإسلام حديث العهد به، إذ أقدم عهد له كان مدة العشر سنوات في المدينة قبل وفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، وأما الغالبية الساحقة فعهدها به كان بعد الفتح، أي قبيل وفاته (صلى الله عليه وآله)، وأنه لمن طبائع الأمور أن لا نتوقع في هذه المدة الوجيزة من الدين الجديد، مع ما يمثل من انقلاب

(1) سورة الحجرات / الآية 14.
(2) سورة التوبة / الآية 97.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»