لم تفعل فما بلغت رسالته) *.
فإذا لم تكن قيادة المسلمين بيد إمام معصوم فإن الرسالة الإسلامية ليس لها أي أثر وإن الطواغيت في كل عصر وزمان يوجهون المجتمعات الإسلامية نحوهم لأجل الحفاظ على مراكزهم الخاصة والالتفات حولهم.
وتراهم يقبلون حقائق الإسلام بحيث تحفظ مصالحهم الخاصة فقط كما شاهدنا ذلك في تاريخ الإسلام بحيث أن كل يوم عندما يجئ جبار ليحكم العالم الإسلامي ليصل إلى هدفه ومطامعه وأهوائه وعلى هذا الأساس كانت الشيعة كما قال النبي الكريم: " الذين هم حفاظ الشريعة بقيادة الإمام المعصوم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والأئمة الأحد عشر من ولده (عليهم السلام) وهم الذين كانوا يسعون بمختلف الطرق والأساليب وبتضحيات عالية أن يحفظوا واقع الإسلام كما هو.
ويعلنوا للدنيا أن المدرسة الإلهية منذ البداية إلى النهاية هي غير المدارس البشرية وأن المدرسة الإلهية هي المتصلة بالغيب أما غيرها من المدارس البشرية هي قابلة للتغيير والتبديل ومعرضة للخطأ دائما.
وأن الطواغيت دائما في صدد تأويل الأحكام والآيات ونسخ الشرايع حسب مصالحهم المادية وحفظ قدرتهم المتجاسرة لهدم كيان الإسلام والمسلمين والنفوذ في مجتمعاتهم بحيث لا يمكن لدارس أن يقبل الشرع الإلهي لهذه الصورة العائدة التي لا يمكن أن يعيش الإنسان في ظله إنسانا حرا كاملا. ولذلك ترى عندما يبنون صرحا يأتي آخر فيطيح بذلك الصرح والبنيان ويقيم صرحا آخر بدله وهكذا.
ومن حسن الحظ أن رجال مدرسة التشيع أبدوا تضحيات كثيرة في هذا الميدان لحفظ كيان الإسلام على واقعه من دون أقل تصرف من إنسان.