فلا بد للإنسان الموحد أن يغض النظر عن ما سواه الذي لا يكون إلا كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، وأن يسد فقره وعجزه لربه الواقعي حتى يستطيع أن ينال بمعونة ربه حياة مليئة بالحركة والنشاط.
ولا يمد يده إلى عمل إلا ويرى فيه الخير والسرور، ومثل هؤلاء الناس مع تفكيرهم الإلهي، وبين يدي الله خاضعين لأجل الوصول إلى الحقيقة تراهم دائما في حركة مستمرة ولا يغفلون لحظة واحدة عن الاستماع إلى أوامره ونواهيه حتى أنهم ينفذوا الخطط للوصول إلى السعادة الدائمية.
والقرآن الكريم يعلن بصراحة:
إن الإسلام هدى من الله، وله سلوك عقلائي يسير الإنسان ليصل إلى الحق ويسمع الحق ويسلك طريقه.
ومن الطبيعي أن الإنسان كلما كان سعيه وتفحصه أكثر يكون فهمه للحقيقة أدق، وتمسكه به أقوى.
ولأجل الوصول إلى الحقيقة يفرض عليه أن يبعد نفسه عن كل معبود سوى الله، وينزه نفسه من آثار الطاغوت ويطلب حاجته من الله وحده.
وبنظرته إلى ربه يتغلب على تيار الحياة المتلاطم وليصل إلى ساحل النجاة.
ومن الأمور الهامة التي يرتكز عليها الإسلام، موضوع الخلافة والإمامة الذي كان منذ الصدر الأول ولا يزال إلى اليوم هذا موضع بحث وجدال.
وقد اتجه المسلمون إليه وأشبعوه بحثا ودرسا وكلما يتقدم العالم الإسلامي وتتوسع مجتمعاته ومداركه الفكرية يكون البحث في هذا الموضوع أكمل وأشمل خصوصا كلما طرق سمعه صراخ المستضعفين في أنحاء العالم تجدهم يعلنون صرختهم لعالم بشتى أساليب البيان ويوجهونه إلى صوت القرآن الكريم في قوله تعالى: * (فإن