الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٧ - الصفحة ٥٠
عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد، وجمعوا للنجاشي هدايا، فقدمنا، وقدموا على النجاشي فأتوه بهدية فقبلها، وسجدوا له، ثم قال عمرو بن العاص: إن قوما منا رغبوا عن ديننا وهم في أرضك. فقال لهم النجاشي: في أرضي؟ قال: نعم. فبعث إلينا، فقال لنا جعفر: لا يتكلم منكم أحد، أنا خطيبكم اليوم، فانتهينا إلى النجاشي وهو جالس في مجلسه، وعمرو بن العاص عن يمينه، وعمارة بن الوليد عن يساره، والقسيسون والرهبان جلوس سماطين، فقال له عمرو وعمارة: إنهم لا يسجدون لك. فلما انتهينا إليه زبرنا - أي بدرنا - من [كان] عنده من القسيسين والرهبان:
اسجدوا للملك. فقال جعفر: لا نسجد إلا لله.
فقال له النجاشي: وما ذاك؟ قال جعفر: إن الله بعث فينا رسوله وهو الرسول الذي بشر به عيسى بن مريم، بشر برسول يأتي من بعده اسمه أحمد، فأمرنا أن نعبد الله ولا نشرك به شيئا، ونقيم الصلاة، ونؤتي الزكاة، وأمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكر.
فأعجب النجاشي قول [جعفر]، فلما رأى ذلك عمرو قال: أصلح الله الملك، إنهم يخالفونك في عيسى بن مريم. فقال النجاشي لجعفر: ما يقول صاحبك في ابن مريم؟
قال: يقول فيه قول الله، هو روح الله وكلمته، أخرجه من البتول العذراء، لم يقربها بشر. فتناول النجاشي عودا من الأرض فرفعه وقال: يا معشر القسيسين والرهبان، ما يزيد هؤلاء على ما تقولون أو (ما نقول) في ابن مريم ما يزن هذه - أي: ولا وزن هذه -.
مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده، وأنا أشهد أنه رسول الله، وأنه الذي بشر به عيسى بن مريم (عليه السلام)، ولولا ما أنا فيه من الملك لأتيته حتى اقبل نعله، امكثوا في
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»