الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٧ - الصفحة ٤٧
ابن مريم يخرج من مشكاة واحدة. ثم التفت إلى وفد قريش وقال لهما: انطلقا فلا والله لا أسلمهم لكما.
قالت أم سلمة: فلما خرج عمرو بن العاص ومن معه من عنده، قال: والله لآتينه غدا عنهم بما أستأصل به خضراءهم. فقال له عبد الله بن أبي ربيعة، وكان أتقى منه: لا تفعل، فإن لهم أرحاما وإن كانوا قد خالفونا. قال ابن العاص: والله لأخبرنه عنهم أنهم يزعمون أن عيسى بن مريم عبد.
ثم غدا عليه في اليوم الثاني وقال له: أيها الملك، إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولا عظيما، فأرسل إليهم واسألهم ما يقولون فيه. فأرسل إليهم النجاشي ليسألهم عما يقولون في عيسى بن مريم (عليه السلام).
فلما دخلوا عليه قال لهم: ما تقولون في عيسى؟ قال جعفر بن أبي طالب:
نقول فيه ما جاء به نبينا: إنه عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول. فلما سمع النجاشي ذلك ضرب بيده على الأرض، فأخذ منها عودا وقال: ما عدا عيسى بن مريم ما قلت. فتناخرت بطارقته حوله حين قال ذلك.
فقال لهم: وإن نخرتم. وقال للمسلمين: إذهبوا فأنتم آمنون في أرضي، من سبكم غرم، وما أحب أن لي ديرا من ذهب (1) وأني آذيت أحدا منكم.
وفي المسند من حديث علي رفعه: أعطيت رفقاء نجباء. فذكره منهم.
وهاجر جعفر إلى الحبشة فأسلم النجاشي ومن تبعه على يديه (2).
وكل ذلك مشهور في المغازي بروايات متعددة وصحيحة.

(١) الدير بلغة الحبشة: الجبل.
(٢) الإصابة ١: ٤٨٦.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»