الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٧ - الصفحة ٤٤
النواة الأولى لدعاة الإسلام في بلد يؤمن بالنصرانية، وقد ترامى إلى أسماع قريش أن بعض آثارها تبشر بظهور نبي عربي، وخشيت أن يوجه المسلمون نشاطهم إلى تلك البلاد فيبشرون بالإسلام فيها، ويصبحون قوة لا طاقة لهم بها، وقريش تعرف وتعلم أن للإسلام قواعده وقوته وتأثيره على النفوس.
عز على قريش أن يجد المهاجرون الفارون بدينهم من عذابها الأمان وطيب الإقامة، فأغرتهم كراهيتهم للإسلام أن يبعثوا وفدا من شياطين قريش (1) مزودا بالهدايا والتحف للنجاشي والبطارقة وحاشيته، وكان الوفد مؤلفا من عمرو بن العاص، وعبد الله بن ربيعة، وعمارة بن الوليد بن المغيرة، كما نص على ذلك جماعة من المؤرخين في السير.
وقد حدثت فيما بينهم في الطريق وفي الحبشة مسائل لا أخلاقية، يترفع الإنسان عن ذكرها، راجع السير لتكشف عن جيف تزكم الأنوف (2)، وللتأريخ وكشف الحقائق نذكر جانبا منها فيما بعد.
وقد ذكر المؤلفون في السيرة عن أم المؤمنين أم سلمة (3)، وكانت من المسلمات

(1) المرة الأولى: عمرو بن العاص، وعبد الله بن أبي ربيعة.
والمرة الثانية بعد اندحارهم في بدر: عمرو بن العاص، وعمارة بن الوليد.
هذا ما روي وما استنتجته من سير مطالعاتي، والله العالم.
(2) ذكر ذلك العلامة المجلسي في بحاره 18: 412، والأمين في أعيانه 4: 121.
(3) أم سلمة، اسمها هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومي، غلبت عليها كنيتها، وكان زوجها عبد الله بن عبد الأسد المخزومي الذي هاجرت معه، وهو ابن أخت أبي طالب، وبعد وفاته تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فكانت خير زوجة بعد السيدة خديجة، راسخة الإيمان، ثابتة القدم، رضي الله عنها.
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»