وبقي جعفر مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ملازما له بعد هجرته من الحبشة في حضره وسفره يتبعه اتباع الفصيل أثر أمه، أو الظل صاحبه، وأقره على عدة سرايا من غزواته، حتى آخر غزوة أمره عليها لمحاربة جيوش الروم في أرض البلقاء - أرض الشام - مع أميرين آخرين هما زيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة رضوان الله عليهم.
فاستشهد هو ومن معه من الامراء وبعض المسلمين في أرض يقال لها: مؤتة، ودفنوا فيها، في حرب غير متكافئة عدة وعددا.
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يخبر المسلمين بسير المعركة أولا فأول، كأنما يراها رأي العين، حتى استشهد جعفر ووقع في ساحة القتال مضرجا بدمه مقطوع اليدين مع من قتل.
كما أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن الله تبارك وتعالى جعل لجعفر بن أبي طالب جناحين يطير بهما في الجنة مع الملائكة.
وسماه (جعفر الطيار) أو (ذو الجناحين).
وسيأتي تفصيل وقائع الهجرة وسير معركة اليرموك تباعا إن شاء الله.
الهجرة إلى الحبشة:
لأرض الحبشة مميزات قد لا تحصل لغيرها من البلدان المجاورة، منها: كونها بعيدة عن نفوذ الفرس والروم وقريش، والتي لا يمكن للقرشيين أن يصلوا إليها على خيولهم أو رواحلهم، ولا يملكون السفن التي تستوعبهم لحملهم عبر البحر إلى سواحل الحبشة.
بالإضافة إلى سلامة شعبها من الشبهات، والمكر والدهاء التي عليها الروم