الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٧ - الصفحة ٣٨
وفي السيرة الحلبية: جمع بينهما (صلى الله عليه وآله) بأنه آخا بين معاذ وبين جعفر وهو غائب بأرض الحبشة.
وفي أسد الغابة، كما في الاستيعاب، أقوال العلماء فيه ملخصا.
جعفر بن أبي طالب أشبه الناس خلقا وخلقا برسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان من المهاجرين الأوائل، وهاجر الهجرتين، هاجر إلى أرض الحبشة، وقدم منها على رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المدينة يوم فتح خيبر السنة السابعة من الهجرة، فتلقاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) واعتنقه وقبله بين عينيه، وقال: ما أدري بأيهما أنا أشد فرحا، بقدوم جعفر أم بفتح خيبر، وأسهم له من غنائم خيبر، واختط له رسول الله (صلى الله عليه وآله) دارا إلى جنب المسجد.
وكانت له هجرتان، الهجرة الأولى إلى أرض الحبشة، وكانت له هناك مواقف مشهودة ومعاناة محمودة، وأجوبة سديدة، وأحوال رشيدة، سنذكر بعضا منها، وكان كريما جوادا شهما، ولكرمه يقال له: أبو المساكين لإحسانه إليهم - كما أسلفت -.
أما ما ذكر أبو هريرة في حق جعفر، فهو قليل من كثير في حقه، فإنه كان موصوفا بالإيمان والكرم والشهامة وسداد الرأي وطلاقة اللسان والمنطق والعطف والحنان وحسن الأخلاق بمكان عظيم.
روى أصحاب السير والتأريخ ما معناه: أصابت قريشا سنون عسر وقحط، وكان أبو طالب سيد قومه وشيخ البطحاء ومقصد الناس في حاجاتهم ونوالهم مع كثرة عياله.
فذهب رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى عمه العباس، وكان أثرى بني هاشم، وقال له:
قد علمت ما أصابت قريش من فاقة، وأبو طالب مع كثرة عياله، فتعال نأتيه
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»