الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٣ - الصفحة ٥٩
سكران قائلا: هل أزيدكم، وبعد أن تقيأ ما شرب من الخمر في المحراب وعلى المنبر، وانطرح ثملا لا يشعر بما حوله تقدم الأشتر ورفاقه فاستل الخاتم من يده وهو لا يحس أبدا وقصدوا به إلى الخليفة عثمان في المدينة يشكونه.
ومع ذلك كله فلم يسمع عثمان شكواهم واتهمهم بالكذب حتى اضطر إلى جلبه من الكوفة إلى المدينة لمحاكمته، حتى أثبتوا ذلك بالبينة القاطعة والشهود العيان، عند ذلك وقف أمير المؤمنين (عليه السلام) وأقام عليه الحد وجلده وعزله تحت ضغط الثوار.
كان قد برز دور الأشتر بوضوح للوقوف بوجه الاستهتار الأموي وطغيانهم الذي وصل أوجه في الكوفة، وفي غيرها من الأمصار الإسلامية.
كما أن أهل الكوفة ثاروا مرة ثانية بوجه سعيد بن العاص حينما استبد بالحكم واستأثر قريش على سائر العرب والمسلمين بكل شئ وزعم أن السواد (1) بستان

(1) كانت أراضي العراق خصبة لا سيما الكوفة وما تبعها ولشدة خضارها سميت بالسواد.
(٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 ... » »»