الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٣ - الصفحة ٥٨
الكوفة، وكان زعيم مذحج ونخع.
وكان مالك الأشتر، وحجر بن عدي الكندي من الذين شهدوا وفاة أبي ذر وقاموا بتجهيزه بعد وفاته، لما مر ركبهم على الربذة بطريقهم إلى الحج، وبعد دفنه وقف مالك على قبره يأبنه، ورثاه بهذه الكلمات الرائعة.
اللهم هذا أبو ذر جندب بن جنادة بن سكن الغفاري، صاحب رسولك محمد (صلى الله عليه وآله) اتبع ما أنزلت [على رسولك] من آياتك، وجاهد في سبيلك، ولم يغير ولم يبدل، لكن رأى منكرا فأنكره بلسانه وقلبه فحقر وحرم حتى افتقر، وضيع حتى مات غريبا في أرض غربة.
اللهم فاعطه من الجنة حتى يرضى، واقصم من طرده وحرمه، ونفاه من مهاجره حرم رسولك محمد (صلى الله عليه وآله).
ولما استاء الصلحاء من أهل الكوفة وضاقوا ذرعا لتصرفات الوليد المستهتر الماجن المعلن للفسق والفجور، وشرب الخمور، شكوه إلى عثمان خاصة عندما صلى بهم صلاة الصبح ست ركعات، ثم توجه إلى المصلين وهو
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»