ويزيد بن المكفف، وثابت بن قيس بن مقنع، وكميل بن زياد ومن أشبههم من إخوانهم (1)، حتى صاروا إلى كنيسة يقال لها كنيسة مريم، فأرسل إليهم معاوية فدعاهم، فجاؤوا حتى دخلوا ثم سلموا وجلسوا، فقال لهم معاوية:
يا هؤلاء! اتقوا الله * (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات) * (2)، قال: ثم سكت معاوية، قال له كميل بن زياد: يا معاوية! * (فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه) * (3) فنحن أولئك الذين هداهم الله، فقال له معاوية: كلا يا كميل!
إنما أولئك الذين أطاعوا الله ورسوله وولاة الأمر فلم يدفنوا محاسنهم ولا أشاعوا مساوئهم، فقال كميل: يا معاوية! لولا أن عثمان بن عفان وفق منك بمثل هذا الكلام