ومن وصايا الإمام (عليه السلام) حين احتضاره لكميل قائلا له:
يا كميل: لا تجالس المنافقين، ولا تصاحب الظالمين، لكي لا يشملك غضب الله.
كان كميل يصاحب الإمام (عليه السلام) مصاحبة الظل صاحبه، ويستوعب كل كلمة تصدر منه (عليه السلام) يسهر معه ويجالسه في الليالي في مسجد الكوفة إلى ساعات متأخرة يستفيد من حكمه، ومواعظه، وفي ذات ليلة خرج الإمام (عليه السلام) من المسجد وتبعه كميل، وهما يتجولان بين الشوارع والأزقة، إذ سمع كميل قراءة قرآن بصوت خاشع، متأثرا بكلام الله، وهو يتلو هذه الآية:
* (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجوا رحمة ربه * قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) *، وقد تأثر كميل بهذه القراءة، وبهذا الصوت الشجي، وتمنى في نفسه أن يكون شعرة في جسم ذلك القارئ.