الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٣ - الصفحة ١١٨
وأحسن مجاورتنا ما جاورناك، فما أقل ما نجاورك حتى نفارقك إن شاء الله تعالى.
قال: ثم وثب صعصعة بن صوحان فقال:
يا معاوية! إن مالك بن الحارث الأشتر وعمرو بن زرارة رجلان لهما فضل في دينهم وحالة حسنة في عشيرتهم وقد حبستهم، فأمر بإخراجهم فذلك أجمل من الرأي، فقال معاوية: علي بهم، فأتي بهم من الحبس وأطلق سراحهم، ثم قال: كيف ترون عفوي عنكم يا أهل العراق؟
فقام صعصعة وقال: يا معاوية! إننا لا نرى لمخلوق طاعة في معصية الخالق، فقال معاوية قاتلك الله يا صعصعة! قد أعطيت لسانا حديدا، أخرج عني، أخرجك الله إلى النار! فلعمري أنك حدث (1) فخرج القوم من عند معاوية وصاروا إلى منازلهم، فلم يزالوا مقيمين بالشام، وقد وكل بهم حراس يحفظونهم حتى لا يبرحوا.

(1) انظر معاوية وصعصعة بن صوحان العبدي في الطبري 5 / 89، وابن الأثير 2 / 270.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»