الأعلام من الصحابة والتابعين - الحاج حسين الشاكري - ج ٣ - الصفحة ١١٦
وهذه الخديعة لما أتخذك لنا سجنا. فقال له الأشتر: يا كميل! ابتدأنا بالمنطق وأنت أحدثنا سنا، قال: فسكت كميل وتكلم الأشتر فقال: أما بعد! فإن الله تبارك وتعالى أكرم هذه الأمة برسوله محمد (صلى الله عليه وآله)، فجمع به كلمتها وأظهرها على الناس، فلبث بذلك ما شاء الله أن يلبث، ثم قبضه الله عز وجل إلى رضوانه ومحل جنانه كثيرا، ثم ولي من بعده قوم صالحون عملوا بكتاب الله وسنة نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) وجزاهم بأحسن ما أسلفوا من الصالحات، ثم حدثت بعد ذلك أحداث فرأى المؤمنون من أهل طاعة الله أن ينكروا الظلم وأن يقولوا بالحق فإن أعاننا ولاتنا أعفاهم الله من هذه الأعمال التي لا يحبها أهل الطاعة، فنحن معهم ولا نخالف عليهم، وإن أبوا ذلك فإن الله تبارك وتعالى قد قال في كتابه وقوله الحق: * (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما
(١١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 ... » »»