الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ٢٦٨
من الأدب الفاطمي قال محمد بن هاني الأندلسي يمدح المعز لدين الله الفاطمي من قصيدة ويذكر ورود رسل الروم إليه بالكتب يتضرعون إليه في الصلح ويصف الأسطول الفاطمي الذي كان سيد البحر المتوسط يومذاك:
ألا طرقتنا والنجوم ركود * وفي الحي أيقاظ ونحن هجود وقد أعجل الفجر الملمح خطوها * وفي أخريات الليل منه عمود سرت عاطلا غضبي على الدر وحده فلم يدر نحر ما عراه وجيد فما برحت إلا ومن سلك أدمعي * قلائد في لباتها وعقود ولم أر مثلي ما له من تجلد * ولا كجفوني ما لهن جمود ولا كالليالي ما لهن مواثق * ولا كالغواني ما لهن عهود ولا كالمعز ابن النبي خليفة * له الله بالفضل المبين شهيد فأسيافه تلك العواري غمودها * إلى اليوم لم تعرف لهن غمود ومن خيله تلك الجوافل أنها * إلى الآن لم تحطط لهن لبود إمام له مما جهلت حقيقة * وليس له مما علمت نديد لك البر والبحر العظيم عبابه * فسيان أغمار تخاض وبيد أما والجواري المنشآت التي سرت لقد ظاهرتها عدة وعديد قباب كما تزجى القباب على المهى ولكن من ضمت عليه أسود ولله فيما لا يرون كتائب * مسوقة تحدو بها وجنود وما راع ملك الروم إلا اطلاعها * تنشر أعلام لها وبنود عليها غمام مكفهر صبيره * له بارقات جمة ورعود مواخر في طامي العباب كأنه * لعزمك بأس أو لكفك جود أنافت بها أعلامها وسمالها * بناء على غير العراء مشيد من الراسيات الشم لولا انتقالها * فمنها قنان شمخ وريود (1)

(1) جمع ريد وهو حرف ناتئ في عرض الجبل.
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»