الشعراء وصالت أقلام الكتاب وانعقدت المجالس الفكرية، وترك لنا المختلفون والمتصارعون إنتاجا فكريا خصبا.
* * * وينقل المؤلف في كتابه أقوال بعض المفكرين والمؤرخين عن الفاطميين فمن ذلك ما نقله عن محمد عبد الله عنان في كتابه (الحاكم بأمر الله) ص 36 - 328 وهو:
فقد كانت الدولة الفاطمية مبتكرة مجددة في كثير من قواعد الحكم والإدارة وفي كثير من الرسوم والنظم وكانت هذه النظم والرسوم فوق طرافتها الدستورية تطبعها نفس الصبغة الباذخة التي تطبع الدولة الفاطمية وسائر مظاهرها.
فلما اتسع ملكها وعظم سلطانها بافتتاح مصر والشام شعرت بالحاجة إلى التوسع في النظم الإدارية والسياسية التي يقوم عليها هذا الملك الباذخ، ولم تكتف بالاعتماد على الخطط العسكرية والدينية والمدنية المعروفة، بل عمدت إلى الابتكار في تنظيم الأصول والخطط الدستورية وفقا لحاجتها وغاياتها السياسية والمذهبية * * * وينقل عن الدكتور حسن إبراهيم وطه شرف قولهما في كتاب (المعز لدين الله، ص 3) عن المعز قولهما:
ويعتبر المعز لدين الله الخليفة الفاطمي الرابع من كبار رجال عصره فقد بز أقرانه ومنافسيه علما وسياسية وحربا، ولهذا لا نغلوا إذا قلنا أن نفوذ الدولة الفاطمية بلغ أقصى مداه في عهده..
وقد ساهم المعز لدين الله في إنعاش الدولة الفاطمية في بلاد المغرب ومصر بما سنه من النظم الإدارية الحازمة ولم يكتف بذلك بل نهض بالناحية العلمية والثقافية حتى أصبحت المنصورية في بلاد المغرب والقاهر في مصر كعبة العلماء والطلاب والمستجيبين والدعاة...