استجابة لنداء طاغية المغول وتلبية لدعوته، واستعدادا للسير تحت لوائه في غزوه المقبل!..
ابن تيمية لم يبصر شيئا من هذا وهو يتحدث عمن (ساعد المغول للإغارة على بغداد)، بل أكمل كلامه المتقدم قائلا بعد أن ادعى على (الملاحدة الإسماعيلية) بأنهم هم الذين ساعدوا - أكمل كلامه قائلا عن الإسماعيليين:
" وأهم رجالاتهم الذين حملوا وزر هذه الأحداث هو وزيرهم نصير الدين الطوسي في الموت، إنه هو الذي أصدر الأمر بقتل الخليفة وفي بساط الحكومة العباسية ".
* * * لم يبصر ابن تيمية وفود الخيانة متزاخمة على أبواب هولاكو ملوكا وسلاطين وصدورا وأعيانا، بل أبصر نصير الدين الطوسي وحده، لأنه عندما كان يكتب لم يكن ينظر ببصره، بل ببصيرته، وبصيرته كانت مغشاة بعصبيته فانحجبت عنها الحقائق وتجلت الأباطيل!..
ولا نريد هنا أن نعيد الحديث عن مواقف نصير الدين الطوسي بعد ما تحدثنا عنها في غير مكان ولكننا سنقتصر على ما لم نذكره هناك مما يتعلق باتهامات ابن تيمية فنقول:
يزعم ابن تيمية أن نصير الدين الطوسي كان أهم رجالات الإسماعيلية الملاحدة وأنه وزيرهم، وأنه هو الذي أصدر الأمر بقتل الخليفة.
يزعم ذلك ابن تيمية متجرئا على نصوص التاريخ، غير مبال بمنافاة قوله لأبسط حقائق تلك النصوص، يفعل ذلك لأنه يريد بأية وسيلة أن ينال ممن يكرههم، يكرههم لا لشئ يستدعي الكره، بل لأنهم لا يرون رأيه في كل شئ وكل كن لا يرى رأيه فهو مكروه منه، بل هو حلال الدم، حلال الكرامة حلال الاستباحة: الاستباحة بالسيف أو الاستباحة بالقلم!..
وبهذا الاستحلال، بفتاوى ابن تيمية سفكت دماء المسلمين في كسروان بلبنان، وكادت تسفك دماء المسلمين في بعلبك والهرمل، ودماء المسلمين في جبل عامل لولا أنهم لم يؤخذوا على حين غرة...