المحتشم ناصر الدين عبد الرحيم بن أبي منصور متولي قهستان، قد ولي السلطة على قلاع النزاريين في خراسان من قبل علاء الدين محمد زعيم النزاريين آنذاك.
وكان ناصر الدين هذا من أفاضل زمانه وأسخياء عهده، وكان يعنى بالعلماء والفضلاء، وكانت شهرة نصير الدين قد وصلت إليه وعرف مكانته في العلم والفلسفة والفكر، وكان من قبل راغبا في لقياه فأرسل يدعوه إلى قهستان، وصادفت الدعوة هوى في نفس المدعو الشريد ورأى أنه وجد المأمن الذي يحميه فقبل الدعوة وسافر إلى قهستان.
وبلغ علاء الدين محمد زعيم النزاريين نزول الطوسي على واليه ناصر الدين. فطلبه منه فلم يكن مناص للطوسي من إجابة الدعوة، فمضى ناصر الدين مصطحبا الطوسي إلى زعيمه علاء الدين في قلعة (ميمون دز).
ثم انتهت حياة علاء الدين قتلا بيد أحد حجابه فتولى أمر النزاريين بعد ابنه الأكبر ركن الدين خورشاه. وظل الطوسي مع ركن الدين في قلعة الموت حتى استسلام ركن الدين للمغول في حملتهم الثانية بقيادة هولاكو.
هذا بعض ما يقال عن اتصال نصير الدين الطوسي بالنزاريين، ولكن هناك مؤرخين يخالفون هذا الرأي ويرون أن الطوسي ذهب إلى النزاريين مرغما وأقام عندهم مكرها.
فقد جاء في (درة الأخبار) أن أوامر قد صدرت إلى فدائيي النزاريين باختطاف الطوسي وحمله إلى قلعة (الموت) وأن الفدائيين ترصدوه في أطراف بساتين نيسابور وطلبوا إليه مرافقتهم إلى الموت وأنه امتنع فهددوه بالقتل وأجبروه على مرافقتهم، وأنه كان يعيش هناك سنواته شبه أسير أو سجين.
وكذلك فإن (سرجان ملكم) في تاريخه قد أيد إرغامه على الذهاب إلى (الموت) وإن كان قد ذكر هذا الإرغام برواية تختلف عن رواية درة الأخبار غير أن (وصاف الحضرة) قد جاء بأمر وسط بين الأمرين. أي أن الطوسي قد ذهب مختارا إلى ناصر الدين، وخلال مقامه عنده حدث ما عكر صفو ودادهما، فنقم عليه ناصر