وبهذا الاستحلال استبيحت سمعة نصير الدين الطوسي!..
فما هي الحقيقة فيما رواه ابن تيمية عن نصير الدين الطوسي؟. وسنرى بعد ذلك الحقيقة فيما رواه عن النزاريين.
1 - هل صحيح أن نصير الدين الطوسي كان أهم رجال الإسماعيلية الملاحدة وأنه وزيرهم؟.
2 - هل صحيح أنه هو الذي أصدر الأمر بقتل الخليفة؟
إن الأمرين غير صحيحين وهما افتراء في افتراء، وإليك الحقيقة:
كانت ولادة نصير الدين في طوس وفيها درس دراسته الأولى على أبيه وخاله وعلى كمال الدين محمد المعروف بالحاسب، وبعد وفاة والده كان لا بد له من الاستزادة في الدرس، وكانت نيسابور في ذلك الوقت مجمع العلماء وملتقى الطلاب فذهب إليها وحضر حلقة درس كل من سراج الدين القمري وقطب الدين السرخسي وفريد الدين الداماد وأبي السعادات الأصفهاني وآخرين غيرهم. كما لقي فيها فريد الدين العطار.
وفي نيسابور قضى فترة ظهر فيها نبوغه وتفوقه وصار من المبرزين.
وخلال وجوده في نيسابور زحف المغول زحفهم الأول بقيادة جنگيز حاملين الدمار والموت واجتاحوا فيما اجتاحوا بلاد خراسان وانهزم أمامهم السلطان محمد خوارزم شاه وانهارت بعده كل مقاومة وتساقطت المدن واحدة بعد الأخرى، وساد القتل والخراب والحريق، وفر الناس هائمين على وجوههم:
بعض إلى الفلوات، وبعض إلى المدن البعيدة وإلى بعض القلاع الحصينة. ومن لم يستطع شيئا من ذلك انطلق لا يدري أية ساعة يأتيه الموت.
والقوة الوحيدة التي حيل بينها وبين المغول هي قلاع النزاريين - كما تقدم - وهي التي لجأ إليها نصير الدين فيمن لجأ.
وهنا تختلف أقوال المؤرخين في كيفية هذا اللجوء. ففيهم من يرى أن