الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ١١٣
بلاد الشام، في المناطق التي ينطلقون إليها من قلاعهم في الموت وغيرها.
فمن ذلك أن فخر الدين الرازي في دروسه لطلاب الفقه في الري كان يعتمد تجريح النزاريين فبلغ ذلك سيد الموت فقرر وضع حد لذلك، فأرسل إلى فخر الدين فدائيا اندس بين تلاميذ الرازي كواحد منهم، فظل سبعة أشهر يستمع لدروس فخر الدين - كأي تلميذ نشيط ذكي واع -. وفي يوم من الأيام طلب الانفراد بأستاذه في حجرته بحجة مناقشة مسألة فقهية معقدة. فلما تم ذلك شهر الفدائي مديته وهدد بها الفقيه، فقفز فخر الدين جانبا وقال ماذا تريد أيها الرجل؟..
فقال الفدائي: أريد أن أشق بطنك من الصدر إلى السرة لأنك لعنتنا على المنبر. وبعد عراك عنيف رمى الفدائي فخر الدين على الأرض وجلس على صدره. فأذعن فخر الدين المرعوب واستغفر الفدائي ووعد بأن يكف عن النزاريين.
فناوله الفدائي كيسا يحتوي على 365 دينارا مع الوعد بأن يصله مثله سنويا.
ونفذ فخر الدين وعده، فكان على أكثر ما يكون احتياطا في تجنب كل كلام يسئ إلى النزاريين في دروسه المتوالية.
فاسترعى هذا التبدل في موقف فخر الدين انتباه أحد تلاميذه فسأله عن السر في ذلك، فقال الأستاذ:
إنه ليس من المصلحة أن نلعن (الإسماعيلية) لأن لديهم حججا ثقيلة عويصة.. ومن قصصهم في هذا الموضوع أن حسن الصباح تابع إرسال السفراء إلى (سنجر) (1) ينشدون السلام ولكن عروضه لم تقبل.

(1) أحد ملوك خراسان السلاجقة، كان خكمه يشمل خراسان وغزنة وبعض ما وراء النهر. تغلب عليه الغزنويون سنة 548 فأسروه وبقي في أسرهم ثلاث سنين وأربعة أشهر ثم أفلت منهم وعاد إلى خراسان، وزال بموته سنة 552 ملك السلاجقة عن خراسان، واستولى على أكثر مملكته خوارزم شاه.
(١١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 ... » »»