فقد كانت عصبية ابن تيمية تغشي على بصيرته فيقع في فضائح تاريخية وغير تاريخية مما رأيناه هنا وما نراه غير هنا.
ومضى هولاكو بجيشه الجرار معلنا أنه إنما يمضي للتغلب على النزاريين ولما وصل إلى (كش) أقام مدة شهر، ثم أرسل عدة رسل إلى الملوك والسلاطين (المسلمين) تشتمل على هذه العبارات: " بناء على أمر القاءان قد عزمنا على تحطيم قلاع الملاحدة وإزعاج تلك الطائفة، فإذا أسرعتم وساهمتم في تلك الحملة بالجيوش والآلات فسوف تبقى لكم ولايتكم وجيوشكم ومساكنكم وستحمد لكم مواقفكم. أما إذا تهاونتم في امتثال الأوامر وأهملتم فإنا حين نفرغ بقوة الله من أمر الملاحدة فإننا لا نقبل عذركم ونتوجه إليكم فيجري على ولايتكم ومساكنكم ما يكون قد جرى " (1).
ولبى الملوك والسلاطين والأمراء المسلمون نداء هولاكو لمعاونته في مهمته (المقدسة)، ويصف رشيد الدين فضل الله الهمذاني في (جامع التواريخ) التسارع إلى تلبية النداء (الجهادي) فيقول: " أقبل من بلاد الروم السلطانان عز الدين وركن الدين. ومن فارس سعد بن الأتابك مظفر الدين. ومن العراق وخراسان وآذربيجان وأران وشروان وجورجيا الملوك والصدور والأعيان ".
على أن الأمر لم يقف عند هذا الحد فبعد احتلال هولاكو لبغداد وزحفه إلى بلاد الشام انضم إليه من انضم من ملوك المسلمين وساروا معه لقتال إخوانهم المسلمين ومعاونته في فتح بلادهم. نذكر منهم الملك السعيد ابن الملك العزيز ابن الملك العادل أخي صلاح الدين الأيوبي الذي سلم لهولاكو الصبيبة (2) وانضم إليه في زحفه. ويقول عن ذلك أبو الفداء في تاريخه (ص 204، ج 3): " وسار