الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ١١٩
حوزة جنگيز خان وبعضها لم يستخلص بعد ".
ويقول الجوزجاني: (انظر طبقات ناصري، الصفحة 413 - 414) إن شمس الدين هذا كان على اتصال بالمغول، وكان إماما وعالما كبيرا، ذهب مرة إلى منكو خان وطلب مه أن يضع حدا لشر الملاحدة ويخلص الناس من فسادهم.
ويقول الجوزجاني أيضا: إن كلمات هذا القاضي كان لها أثر عميق في نفس منكو خان إذ نسب إليه الضعف والعجز لأنه لم يستطع أن يستأصل شأفة هذه الطائفة التي تدين بدين يخالف ديانات المسيحيين والمسلمين والمغول، وما ذلك إلا لأنهم استطاعوا أن يغروا منكو خان بالمال، بينما هم يتحينون رصة ضعف دولته، فيخرجون من الجبال والقلاع ليقضوا على البقية الباقية من المسلمين ويعفوا آثارهم.
هذا بعض ما حفظه المؤرخون من تحريض قاضي قضاة المسلمين (الإمام العالم الكبير) على حد تعبير الجوزجاني، أما ما لم يحفظوه فلا شك أنه شئ كثير.
وتدل تصرفاته على أنه كان داهية دهماء يعرف كيف يتصل إلى قلب محدثه وعقله وكيف يستحوذ على عواطفه وشعوره. ثم انظر كيف استطاع أن يثير في نفس حفيد جنگيز خان ذكريات عدم توفق جده بالاستيلاء على قلاع النزاريين، حتى أدى الأمر أن يروي لنا المؤرخ الموقف على هذا الشكل: " فرأى منكوخان أن بعض ممالك العالم قد دخل فعلا في حوزة جنگيز خان وبعضها لم يستخلص بعد " ومن البدهي أن قلاع النزاريين كانت مما لم يستخلص بعد.
وتعقيبا على قول القاضي يقول صاحب جامع التواريخ: " فاستقر رأي منكوخان على أن يعهد بكل طرف من المملكة إلى واحد من إخوته ليخضعها لإرادته ".
وكانت بلاد النزاريين من نصيب هولاكو.
هذه هي قصة من قصص بداية الغزو المغولي للبلاد الإسلامية على يد
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»