الإسماعيليون والمغول ونصير الدين الطوسي - حسن الأمين - الصفحة ١١١
كان إليهم أمر استيراد هذه الحشائش ثم تصديرها. ويذكر حوارا جرى بين السجستاني وبين من يسميه علي الكرماني وهو من الموظفين عنده، يطلب إليه التنبه بأن لا يخلط الحشائش الطبية بغيرها من الحشائش الرخيصة قائلا له: إذا نحن خلطنا مرة واحدة من زهر البنفسج والسبستان والأنذروت مع أخلاط نفايات الزهور وأرسلناها مرة إلى عملائنا في الري وكاشان وأصفهان وسائر المدن فإن أحدا منهم لن يشتري بعد ذلك منا أدوية.
وكان في كل مدينة سوق خاص يسمى سوق الحشائشيين، وكانت الحشائش تجمع بألموت في جوالق يكتب عليها اسم المرسلة إليه واسم المدينة مع كلمة (سوق الحشائشيين). أما ما يستقطر منها فيوضع في قوارير خاصة محفوظة من عوامل الكسر وترسل مع أحمال الحشائش.
وبذلك كانت الموت معروفة بأنها أحد المراكز الكبرى للأدوية الحشائشية واستيرادها ثم تصديرها. (انتهى).
ومن هنا لصق بالنزاريين لقب الحشائشيين. ثم استغله خصومهم فطوروه إلى (الحشاشين). وللتأكد من هذا قمت برحلة إلى مملكة النزاريين مما يراه القارئ في موضع آخر.
من وقائع فدائييهم: ومن أشهر فتكاتهم اغتيالهم للقائد الصليبي الذي يسميه المؤرخون المسلمون باسم (المركيس) ويصفونه بأنه كان ذا دهاء ومقدرة وشجاعة.
وقد كان من أشرس من تولى الأمر في مدينة (صور) وأعتاهم، فتزيا اثنان من الفدائيين النزاريين بزي الرهبان مدفوعين من سنان راشد الدين ودخلا المدينة وتربصا به حتى أمكنتهما منه الفرصة فقتلاه سنة 588 ه‍.
والواقع أنه كان للنزاريين تنظيم فدائي دقيق أنشأه الأمير الحسن بن الصباح في (الموت)، ثم امتد إلى نزاريي بلاد الشام فأشرف عليه سنان بن راشد الدين، وكان
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»