آية التطهير - السيد علي الميلاني - الصفحة ٢٨
جبر ولا تفويض بل أمر بين الأمرين، هذه الشبهة موجودة في الكتب، وممن تعرض لها ابن تيمية في منهاج السنة وقد أجاب علماؤنا عن هذه الشبهة في كتبهم بما ملخصه:.
إن الله سبحانه وتعالى لما علم أن هؤلاء لا يفعلون إلا ما يؤمرون، وليست أفعالهم إلا مطابقة للتشريعات الإلهية من الأفعال والتروك، وبعبارة أخرى: جميع أفعالهم وتروكهم تكون مجسدة للتشريعات الإلهية، جميع ما يفعلون ويتركون ليس إلا ما يحبه الله سبحانه وتعالى أو يبغضه ويكرهه سبحانه وتعالى، فلما علم سبحانه وتعالى منهم هذا المعنى لوجود تلك الحالات المعنوية في ذواتهم المطهرة، تلك الحالة المانعة من الاقتحام في الذنوب والمعاصي، جاز له سبحانه وتعالى أن ينسب إلى نفسه إرادة إذهاب الرجس عنهم.
وهذا جواب علمي يعرفه أهله ويلتفت إليه من له مقدار من المعرفة في مثل هذه العلوم، والبحث لغموضه لا يمكن أن نتكلم حوله بعبارات مبسطة أكثر مما ذكرته لكم، لأنها اصطلاحات علمية، ولا بد وأن يكون السامعون على معرفة ما بتلك المصطلحات العلمية الخاصة.
وعلى كل حال لا يبقى شئ في الاستدلال، إلا هذه الشبهة،
(٢٨)
مفاتيح البحث: ابن تيمية (1)، الطهارة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 ... » »»
الفهرست