آية التطهير - السيد علي الميلاني - الصفحة ٢٦
أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) (١)، وإما هي تشريعية كقوله تعالى: ﴿يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر﴾ (2).
فالإرادة، تارة تكوينية، وأخرى تشريعية، وكلا القسمين واردان في القرآن الكريم، ولله سبحانه وتعالى إرادة تكوينية وإرادة تشريعية، ولا خلاف في هذه الناحية أيضا.
لكن المراد من الإرادة في الآية لا يمكن أن يكون إلا الإرادة التكوينية، لأن الإرادة التشريعية لا تختص بأهل البيت، سواء كان المراد من أهل البيت هم الأربعة الأطهار، أو غيرهم أيضا، الإرادة التشريعية لا تختص بأحد دون أحد، الإرادة التشريعية يعني ما يريد الله سبحانه وتعالى أن يفعله المكلف، أو يريد أن لا يفعله المكلف، هذه الإرادة التشريعية، أي الأحكام، الأحكام عامة تعم جميع المكلفين، لا معنى لأن تكون الإرادة هنا تشريعية ومختصة بأهل البيت أو غير أهل البيت كائنا من كان المراد من أهل البيت في هذه الآية المباركة، إذ ليس هناك تشريعان، تشريع يختص بأهل البيت في هذه الآية وتشريع يكون لسائر المسلمين المكلفين، فالإرادة هنا تكون تكوينية لا محالة.

(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»
الفهرست