آية التطهير - السيد علي الميلاني - الصفحة ٢٣
السياق قرينة في الكلام، أي أنه متى ما أردنا أن نفهم معنى كلام أو معنى كلمة، نراها محفوفة بأي كلام، وفي أي سياق، فالألفاظ التي تحف بهذه الكلمة، والسياق الذي جاءت الجملة في ذلك السياق، يكون معينا لنا أو معينا لنا على فهم المراد من تلك الكلمة أو الجملة، هذا شئ يذكرونه في علم الأصول، وهذا أيضا أمر صحيح في مورده ولا نقاش فيه.
إلا أن الذين يقررون هذه القاعدة، ينصون على أن السياق إنما يكون قرينة حيث لا يكون في مقابله نص يعارضه، وهل من الصحيح أن نرفع اليد عما رواه أهل السنة في صحاحهم وفي مسانيدهم وفي سننهم وفي تفاسيرهم، عن أم سلمة وعن عائشة وعن غيرهما من كبار الصحابة: أن الآية مختصة بالنبي وبالأربعة الأطهار من أهل البيت، نرفع اليد عن جميع تلك الأحاديث المعتبرة المعتمدة المتفق عليها بين المسلمين، لأجل السياق وحده، حتى ندعي شيئا لأم سلمة أو لعائشة، وهن ينفين هذا الشئ الذي نريد أن ندعيه لهن؟!
ليس هناك دليل أو وجه لهذا المدعى، إلا إخراج الآية المباركة عن مدلولها، عن معناها، عن المراد الذي هو بحسب الأحاديث الواردة هو مراد الله سبحانه وتعالى.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست