آية التطهير - السيد علي الميلاني - الصفحة ٢٧
(إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس) و (الرجس) إذا رجعنا إلى اللغة، فيعم الرجس ما يستقذر منه ويستقبح منه، ويكون المراد في هذه الآية الذنوب، (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس)، أي إنما يريد الله بالإرادة التكوينية أن يذهب عنكم الذنوب أهل البيت، ويطهركم من الذنوب تطهيرا، فهذا يكون محصل معنى الآية المباركة.
إن إرادة الله التكوينية لا تتخلف، وبعبارة أخرى: المراد لا يتخلف عن الإرادة الإلهية، ﴿إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون﴾ (1).
فإذا كانت الإرادة تكوينية، والمراد إذهاب الرجس عن أهل البيت، فهذا معناه طهارة أهل البيت عن مطلق الذنوب، وهذا واقع العصمة، فتكون الآية دالة على العصمة.
الإرادة التكوينية والجبر:
ويبقى سؤال: إذا كانت الإرادة هذه تكوينية، فمعنى ذلك أن نلتزم بالجبر، وهذا لا يتناسب مع ما تذهب إليه الإمامية من أنه لا

(٢٧)
مفاتيح البحث: الطهارة (1)، سورة يس (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست