الأمة، واختار لها من بعده اثني عشر إماما ربانيا، عليهم السلام.. وقد أوجب ذلك علينا أن نبحث العلاقة التي كانت قائمة بين النبي صلى الله عليه وآله وزعماء قريش في صراع نبي الإسلام معهم، وقضية حكم أهل بيته من بعده صلى الله عليه وآله.
ومع أن الكتاب لم يقتصر على تفسير آيات الغدير بالمعنى الاصطلاحي، فقد أبقينا اسمه (آيات الغدير) لأن خطب النبي صلى الله عليه وآله في حجة الوداع.. آيات نبوية أيضا لغدير علي عليه السلام..
والحمد لله أن الكتاب لقي استقبالا حسنا من العلماء والعموم، ونفدت طبعته في وقت قياسي .. فتوفقنا لإعادة النظر فيه، وتنقيحه وتبويبه من جديد لتكون فصوله وفقراته أدق وأحسن تسلسلا.
نرجو أن تكون بحوثا مفيدة، وأن ينفعنا الله تعالى بها في آخرتنا، ويشملنا بشفاعة النبي وآله الطاهرين صلى الله عليه وآله.
مركز المصطفى للدراسات الإسلامية علي الكوراني العاملي في العشرين من ربيع الثاني 1422 * * تمهيد ثلاث مسائل في عمل الأنبياء عليهم السلام توجد ثلاث مسائل في عمل الأنبياء والرسل عليهم السلام لم يعطها الباحثون حقها في تدوين سيرتهم، ودراسة أعمالهم:
المسألة الأولى: أن أصل مهمتهم عليهم السلام هو تبليغ الناس رسالة ربهم فقط.. فالمحور الذي يدور عليه عمل النبي والرسول هو التبليغ والأداء، من أجل إقامة الحجة لربه عز وجل على عباده..
فالرسول مبلغ رسالة ومؤديها.. وهو يتقي ربه سبحانه ويخاف من غضبه وعذابه إن قصر في الأداء، أو خالف حرفا مما كلف بأن يؤديه! ولذا تراه يشهد الناس على أنه أدى إليهم ، ليشهدوا له عند ربه.