وفي ص 112، قال: (وكان عامر بن الطفيل قد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال : أخيرك بين ثلاث خصال: يكون لك أهل السهل ويكون لي أهل الوبر، وأكون خليفتك من بعدك ، أو أغزوك بغطفان بألف أشقر وألف شقراء!
قال فطعن (أصيب بالطاعون) في بيت امرأة، فقال: أغدة كغدة البعير، وموت في بيت امرأة من بني فلان! - وفي رواية في بيت سلولية - ائتوني بفرسي، فركب، فمات على ظهر فرسه !). انتهى.
* * الدليل الثاني أن بيعة النبي صلى الله عليه وآله للأنصار تضمنت من أولها في مكة ثلاثة شروط:
الأول: أن يحموا النبي صلى الله عليه وآله مما يحمون منه أنفسهم.
الثاني: أن يحموا أهل بيته وذريته مما يحمون منه أولادهم وذراريهم.
الثالث: أن لا ينازعوا الأمر أهله!!
وهذا الشرط الأخير دليل واضح على أن مبدأ الاختيار الإلهي للأئمة بعد النبي صلى الله عليه وآله كان مفروغا عنه من أول الرسالة، وأن لهذا الأمر أهلا بعد النبي، على الأمة أن تطيعهم! وليس لها أن تختار هي، ولا أن تنازع أهل الأمر أو أولي الأمر الذين يختارهم الله تعالى لقيادتها بعد نبيه!
وقد وفى الأنصار بالشرط الأول خير وفاء، ولكن أكثرهم حنث بالشرطين الأخيرين حنثا سيئا مع الأسف!
وقد روت الصحاح هذه الشروط النبوية الثلاثة: ففي صحيح البخاري: 8 / 122:
(عن عبادة بن الصامت قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره، وأن لا ننازع الأمر أهله، وأن نقوم أو نقول بالحق حيثما كنا، لا نخاف في الله لومة لائم). ورواه مسلم: 6 / 16، والنسائي: 7 / 137، بعدة روايات ، وعقد بابا بعنوان (باب البيعة على أن لا ننازع الأمر أهله). ورواه ابن ماجة: 2 / 957. وأحمد 5 / 316، وفي ص 415 وقال: (قال سفيان: زاد بعض الناس: ما لم تروا كفرا بواحا). ورواه البيهقي في سننه 8 / 145.