آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٧
عشيرتك الأقربين، جمع رسول الله صلى الله عليه وآله بني عبد المطلب على فخذ شاة وقدح من لبن، وإن فيهم يومئذ عشرة ليس منهم رجل إلا أن يأكل الجذعة ويشرب الفرق، وهم بضع وأربعون رجلا، فأكلوا حتى صدروا وشربوا حتى ارتووا، وفيهم يومئذ أبو لهب، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: يا بني عبد المطلب أطيعوني تكونوا ملوك الأرض وحكامها ، إن الله لم يبعث نبيا إلا جعل له وصيا ووزيرا ووارثا وأخا ووليا، فأيكم يكون وصيي ووارثي ووليي وأخي ووزيري؟
فسكتوا، فجعل يعرض ذلك عليهم رجلا رجلا، ليس منهم أحد يقبله، حتى لم يبق منهم أحد غيري، وأنا يومئذ من أحدثهم سنا، فعرض علي فقلت: أنا يا رسول الله. فقال: نعم، أنت يا علي.
فلما انصرفوا قال لهم أبو لهب: لو لم تستدلوا على سحر صاحبكم إلا بما رأيتم، أتاكم بفخذ شاة وقدح من لبن فشبعتم ورويتم! وجعلوا يهزؤون ويقولون لأبي طالب: قد قدم ابنك اليوم عليك). انتهى.
ولا بد أن تكون حادثة دعوة النبي صلى الله عليه وآله لبني هاشم قد شاعت في قريش، ثم في العرب، فقالوا إن النبي الجديد جمع عشيرته بأمر ربه كما يزعم، ودعاهم إلى دينه ، وطلب منهم شخصا يكون وزيره وخليفته من بعده، فأجابه ابن عمه الشاب الغلام علي..
فاتخذه وزيرا وخليفة!
وهنا ينبغي أن ننبه هنا على أمر مهم.. هو أن مدوني السيرة النبوية الشريفة طمسوا مرحلة دعوة بني هاشم وحذفوها من السيرة، وكأنه لا يوجد في القرآن آية: (وأنذر عشيرتك الأقربين )!
واخترعوا بدلها مرحلة بيت الأرقم، وما قبل بيت الأرقم.. وما بعد بيت الأرقم..!
وأكثروا فيه من الروايات غير المعقولة!
* * فهذه الأدلة الثلاث التي روت نصوصها المصادر الصحيحة، لا تدع مجالا للشك في أن ولاية الأمر بعد النبي صلى الله عليه وآله كانت مطروحة ومنظورة للناس، من أول بعثته إلى آخر حياته صلى الله عليه وآله. وأن جميع الناس كانوا يعرفون أن مشروع النبوة ودعوة الناس
(١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 ... » »»