آيات الغدير - مركز المصطفى (ص) - الصفحة ١٨
إليها، هو مشروع تكوين دولة يرأسها النبي صلى الله عليه وآله، وتحتاج إلى خليفة له بعده.
ولذلك كانت القبائل ترى في نبوته بحسابها المادي، مشروعا مغريا، وتحاول أن تأخذ منه وعدا بأن يكون لها الأمر من بعده، ومنها قبائل يمانية وعدنانية، وزعيم قبائل نجد المتنقلة .
بل يمكننا بملاحظة هذا الواقع أن نفترض أن يكون في المسلمين الأوائل منافقون جذبهم هذا المشروع المغري وهذه الحركة النبوية التي يؤمل لها النجاح وأن يكون الواحد منهم طمع أن يجد له موقعا فيها ينقله من ذل الهامش القبلي إلى مركز قيادي مع هذا التنبؤ من بني هاشم.
وبهذا فقط نستطيع أن نفسر ذكر المنافقين والذين في قلوبهم مرض، في الآية 31 من سورة المدثر، التي نزلت في مكة!!
أمام هذه الحقائق الصارخة.. كيف يصدق عاقل دعوى حكومات زعماء قريش، من أنهم لم يطرحوا مسألة الخلافة مع النبي صلى الله عليه وآله أبدا أبدا! حتى بصيغة سؤال عن الحكم الشرعي وواجب المسلمين من بعده!!
فهل يقبل عاقل أن المسلمين سألوا النبي صلى الله عليه وآله عن مستقبل الأمة، ورووا عنه الأحاديث في كل ما يكون بعده، إلا في أمر الخلافة، وإلا في تعيين الإمام الشرعي من بعده؟!!
* * الفصل الأول ماذا في خطب النبي صلى الله عليه وآله في حجة الوداع نماذج من نصوص خطب الوداع ماذا قال صلى الله عليه وآله في خطب الوداع الست؟ في مكة يوم التروية، وفي خطبة عرفات ، وفي خطبة منى يوم العيد، وفي خطبة اليوم الثاني، وفي خطبة مسجد الخيف يوم النفر .. وفي خطبة غدير خم؟
مع أن المصادر نقلت القليل من الخطب النبوية الخمس في مكة وعرفات ومنى، وخلطت بين مضامينها
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»