وعيسى بن موسى ومن شاكلهم من المتعطشين بدماء أهل البيت و المقلدين لطواغيتهم في فتوى " اقتلوهم على الظن والتهمة " إن نظرة دقيقة في الأوضاع الأمنية والسياسية التي رافقت حياة الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام تدل وبوضوح على العلل الواقعية وراء غياب الكثير من أخبارهم وغموض مصير أبنائهم ومن أجل ذلك ركزنا في فصل من الكتاب على هذا الجانب كأحد الأسباب الرئيسية وراء ضياع أبناء الإمام الباقر عليه السلام. فقد بلغ الحال درجة تعدي الخطر معها حدود أهل البيت إلى شيعتهم ومحبيهم حتى أن رواة الحديث من الشيعة كانت تنقطع صلتهم بالبعض على أثر نشاط خلفاء بني أمية العدائي ضد الأئمة من آل علي وشيعتهم. فضلا عن الاتصال بالأئمة وأبنائهم.
ثم إن الحديث عن الأنساب في القرن الأول وكذا الثاني كان مقتصرا على أنساب القبائل العربية فقط لأن فخر الناس آنذاك كان عموما بفخر القبيلة وعظمة العشيرة، والانتساب إليها، فكان لا بد من معرفة أنساب العرب، إما للانتساب أو لتشخيص انتساب الآخرين إضافة إلى أن الإلمام بعلم الأنساب في حد ذاته كان عند العرب من السمات المبرزة لشخصية الفرد في المجتمع. ومن ثم تحول الاتجاه في الافتخار إلى الانتساب إلى شجرة النبوة فيما بعد النصف الثاني من القرن الثاني. ولم يثبت اختصاص كتب النسب بالطالبيين على وجه التفصيل إلا أواخر القرن الثالث وأوائل القرن الرابع. فقد صرح كثير من الأعلام بأن كتاب نسب آل أبي طالب لمؤلفه يحيى النسابة بن